بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله نبدأ وبإذنه ننتهي فإليه المآل، وهو نعم المولى ونعم النصير
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ..
إن للتاريخ تعاريف كثيرة
ولكن وللإيجاز في الحديث فإن ما نقصده هنا مرتبط بشيء معين وهو تاريخ البشرية وما حدث فيها
ولكن هنا سنثبت وبالأدلة أنه قد مر علينا زمن طويل ونحن نقرأ التاريخ بعد تحريفه وتزييف الكثير من حقائقه .. بل وكتابته على هوى من قام بكتابته ومن وجهة نظره هو فقط بل والاكثر من ذلك ان هناك بعض المؤرخين من وضع في التاريخ أشياء لا تمت للحقيقة بشيء وزاد على بعض الأشياء ليخرجها بالشكل الذي يناسبه دون إيضاح مصدر روايته في أمر ما.. ولك نكون منصفين فإن هناك بعض المؤرخين والرواه من قال كلمة الحق في روايته وعندما أراد أن يسجل لنا حقبة من الزمن.. وإذا ما أردنا أن نتحدث عن التاريخ فلابد لنا من أن نعرف من أين نبدأ .. بل ونعرف ما هو التاريخ...
دعوني أخبركم شيء شخصي وهو معتقد لدي يحتمل الصدق ويحتمل غيره ولكنها نظرية شخصية للتاريخ ... فالتاريخ هو ليس فقط ما سبق من حياتنا .. ليست حقبة قد مرت وجاء من يخبرنا أن في تلك الحقبة قد حدث أمراً ما.. هذا غير صحيح وغير مقنع ... فالتاريخ هو أخبار من سبقنا وأخبارنا وأخبار من سيأتوا وما سيحدث فيما هو آت ... ذلك هو التاريخ بعينه وهذا هو مفهومي الخاص للتاريخ...
وإذا ما أردنا أن نرجع إلى أشمل مرجع وأعم معجم يمكن أن ننهل منه لنعرف تاريخ من سبقنا بل وما يحدث في زماننا وما سيحدث فيما بعدنا ... فليس هناك أشمل وأقوم وأعدل من القرآن الكريم...
وأستدل هنا بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن ، فقلنا : ما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله عز وجل ، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 3/1348خلاصة حكم المحدث: [فيه] شعيب بن صفوان لا يتابع عليه
إذن فهو قد أخبرنا عن أخبار من سبقنا وفصل ما بيينا وخبر من بعدنا، منها من هو واضح وجلي وذكر بالنص في كتاب الله عز وجل كبعض القصص عمن سبقونا وهناك من هو تم الإشارة إليه وقد أخبرنا به رسول الله صل الله عليه وسلم ... وهناك من أخبرنا به المفسرون .. إذن فلدينا أعظم الكتب التي يستدل منها على التاريخ ... ومنه .. يمكننا إعادة كتابة التاريخ الكتابة الصحيحة العادلة التي لا تحيز فيها لفئة ولا لمكان ولا قوم بعينهم ولا لغط فيه أو تحريف فقد تعهد رب العالمين بحفظه بعدما طال التحريف الكتب التي سبقته .. حتى وإن اختلف معنا بعض القوم ممن يدينون لغير الإسلام ... إلا أنها حقيقة يمكننا إثباتها بالدليل وليس مجرد حديث إفتراء عليهم... وسوف نسرد هذا في موضوعاتنا بالتفصيل ومن خلال المناظرات والمناقشات العريضة التي نسرد فيه خبر من قبلنا وفصل ما بيينا وحديث من هم بعدنا...
ارجوا من الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعل كل حرف نكتبه في ميزان حسناتنا وأن يبعد عنا البهتان وقول الزور والله ولي التوفيق
