بسم الله الرحمن الرحيم
إن التاريخ الحديث هي كلمة غربية مثلها كالكثير من المصطلحات التي لم نستطيع نحن العرب بخاصة والمسلمين على وجه العموم الاعتراض عليها بل ونرضى بها ونوافق الغرب على هذا المصطلح الناقص العليل، فالتاريخ الحديث كلمة ناقصة عند تأملها فكيف يكون تاريخ وحديث وكيف يربطون التاريخ بفترة معينة من الزمن قد مضت استطاعوا هم .. وللعلم استطاعوا كتابتها وفقاً لما يوافق مرادهم وليس وفقاً للحقائق الأشمل والأعم، فهم يربطون التاريخ في تلك الفترة بتقدمهم أي تلك الحقبة التي شهدت بداية تقدم الحضارة لدى الغرب في القارة الأوروبية وظهور تلك الأجناس وكأنها أجناس جائت من العدم أو أنها كانت في نوم وثبات عميق لتصحو وتنطلق إلى العالم وترى فيه التأخر، إن العالم لم ينشأ كما خرج علينا علمائهم أصحاب العقول الفذة بأنفجار كوني يسمونه (الإنفجار الأعظم) أو أي مسمى آخر، ولم يبدأ الأنسان كما قال عالم اليهود المتعطش لإخراج صورة الإنسان على أن أصل الإنسان كان قرداً كما ظن البعض ،،، بل إن من خلال هذا الوصف يتضح بجلاء ما في نوايا الكثير من علماء الغرب ألا وهو كتابة التاريخ أو إخراج بعض النظريات بما يوافق مرادهم ويرضي أهوائهم.. فقد علم هذا اليهودي المسمى ( داروين ) قبل أن يكتب تلك النظرية بأنها مجرد استخفاف بعقول البشر ولكنه قبل علمه بذلك كان يعلم بشيء مهم جداً...
ألا وهو أنه سيجد من يؤيديه ويسانده وينفق الكثير من المال وببذخ لإخراج هذه النظرية إلى النور بل وجعلها حقيقة مسلم بها ولا نقاش في صحته، إنه يعلم أن ورائه إخطبوط عظيم الأزرع قد امتدت أرزعه في كل مكان في العالم، وبخاصة في الحكومات والشركات الكبرى حول العالم، لهذا كان له أن يطلق مثل تلك النظرية التافهة والمحقرة لقدر الإنسان،، لأنه علم بأن أجداده ممن كانو من اليهود ، وهم العصاة الذين عصوا الله عز وجل وبالتحديد أصحاب القرية التي كانت حاضرة البحر حينما عصوا أمر الله لهم بأن اصطادوا في يوم السبت وقد كان نهاهم الله عز وجل عن الصيد في ذلك اليوم اختباراً عظيماً لهم.. ولأن الله يعلم أنهم أمة مادية بكل ما تعني الكلمة ولا يؤمنون إلا بالمادة أي بما تراه أعينهم .. وثقيل جداً علهيم الامتثال لأمر الله ... اختبرهم الله عز وجل بألا يصطادو في يوم السبت هذا .. وهذا اليوم هو اليوم الذي تأتي فيه الحيتان ويروها أماهم على الشاطئ ولكنهم كان فيما بينهم فئة مؤمنة بالله ترفض الصيد في هذا اليوم . فقرر اليهود أن يحفروا حفر كخنادق على شواطئ البحر بالقرب من بيوتهم .. فإذا ما جاء يوم السبت وجاءت الحيتان علقت في تلك الحفر يوم السبت حتى إذا انقضى هذا اليوم وجاء الجزر انحصرت تلك الحيتان في تلك الحفر التي صنعها أهل تلك القرية من اليهود وإذا بهم يصطادوها في اليوم التالي ... فأعذرهم الله ولكنهم لم يتناهو عن المنكر الذي يفعلوه .. فتركهم الصالحون وقد بنوا جداراً فيما بينهم وبين تلك الفئة الضالة، وعند إصرارهم على عصيان أمر الله عز وجل ومخالفته عاقبهم الله على ذلك بعقاب لم يعاقب به أحد من قبلهم بأن جعل منهم القردة والخنازير نكالاً لهم على عصيانهم لأمر الله عز وجل.
من هنا يستطيع المحدث والراوي والسامع استنتاج السبب الذي دفع بهذا العالم اليهودي الأصل إلى استنتاج نظرية أن الإنسان أصله قرد من أين جاء بها ؟ وما هو السبب الذي دفعه إلى ذلك ؟
لقد أراد أن يجعل البشر جميعاً سواء .. أي أن يجعل حقيقة البشر وأصلهم جميعاً قرود وليس أجداده الذين عصوا أمر الله في حقبة من الزمان فكان جزاؤهم أن جعل الله منهم القردة والخنزاير.. وقد قال الله عز وجل في محكم آياته عز من قائل في سورة الأعراف من الآية (63 - 67):
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( ) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( ) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ( )
فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ( ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ.() صدق الله العظيم.
تلك هي القرية التي عتت عن أمر ربها قال الله لهم كونو قردة خاسئين، وهكذا يمكننا أن نتأكد من السبب الذي دفع المسمى (داروين) بأن يقول بأن الإنسان أصله قرد...
شكراً لكم وللحديث بقية بإذن الله تعالى
